قد أطل العام الجديد فانثر ورودك

قد أطل العام الجديد فانثر ورودك، ولا تبخل. اخرج من ذاتك نحو أخيك. عبر له عن محبتك، ولا تخجل.

انثر ورودك، واحتفظ بجراحك وآلامك إن كانت ستعثر الغير، أو تسبب له مشكل.


انثر ورودك لتكون قدوة للآخرين في الفرح والتفاؤل مهما كانت العقبات. انثر ورودك مستهلاً كتاب العام الجديد بالبركة والتسبيح.

انثر ورودك لأن العالم يحتاج لعطور زكية، فقد أتعبته بقايا الدمار، وروائح الدماء.

انثر ورودك فالعطر الذي تختزنه من فضائلك، وروحك لا بد أن يُسفك في محضر أخيك الانسان.

انثر ورودك فالحياة لا تستحق الحزن، أو انتظار الفرح القادم، فهو كالسراب إن لم تخلقه من ذاتك.

انثر ورودك، غلاتك، خيراتك، ليعرف العالم كله أنك نور وملح. انثرها فقد تعب الكون من الشح في التعبير عن المشاعر الصادقة، والأفكار النيرة، والأحلام الطيبة. انثر ورودك مع الأمنيات الصادقة بعام أكثر اشراقاً وسلاماً وعطاءً.

انثر ورودك لعلك تستر عيوب الناس، وعيوبك.

انثر ورودك ليفوح عطرك النقي الأصيل، فتغطي وجع العالم بأسره.

انثر ورودك بخدمة قد تظنها بسيطة فتؤجلها، أو نظرة تخالها عابرة فتهملها.

انثر ورودك بابتسامة نابعة من الأعماق لا تزول بسبب الجفاء أو الاهمال.

انثر ورودك فالحب الحقيقي يختزل في البوح الصادق، ويُعبر عنه بالفعل تارة، والصمت تارة، وتارة أخرى بلمسة حنان ممن أو لمن تحب.

انثر ورودك فاليوم عيد رغم كل الصعاب. رغم الأحزان والتنهيدات. رغم فقدان الابن والأخ والزوج في معارك عشناها، وخضناها لأننا لم ننثر ورود الأمن والأمان.

انثر ورودك لأنها تحمل الدفء والياسمين والأرجوان. انثرها لأن البشر يحبون أن يرون ما يفعله الآخر، لعلهم يصابون بالعدوى، فينثرون ورودهم الجميلة.

انثر ورودك، ولا تقل ليس لدي ما يكفي منها، فهي نعمة سكبها الله في قلب كل انسان. وأنت تنثرها اياك أن تنسى زرع الجديد منها حتى تنمو وتثمر، فالأعوام القادمة تحتاج لورود جديدة.

انثر ورودك، ولا تنزعج إن رفضها الناس أو داسوها وسحقوها، فهم بذلك ينشرون عطرها ليصل إلى باب السماء، فيجود الله بالمطر ليرويها حتى تولد من جديد، ويظل عطرها مدى الأيام.

منقول[/center]