مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
عاجل شاهد بالفيديو لحظات اختيار الانبا تواضروس البابا 118
2012-11-04, 12:10 pm من طرف emy
[size=21]عاجل جدا الانبا تواضروس البابا 118 شوفوا لحظاات تاريخية واختيار الطفل البابا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[/size]
[ قراءة كاملة ]
شـاهد الفــــيديو
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[/size]
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
اختيار البابا تواضروس الثانى البابا 118
2012-11-04, 11:58 am من طرف emy
[size=25]يوم تاريخى فى حياة الكنيسة القبطية الارثوذكسية
وهو اختيار البابا تواضروس الثانى البابا 118
ونحتفل ايضا بعيد ميلاد قداستة
ربنا يثبتة على كرسية ويحفظة لينا سنين عديدة وازمنة سالمة مديدة
[img(601px,399px):becd]…[/img(601px,399px):becd]
وهو اختيار البابا تواضروس الثانى البابا 118
ونحتفل ايضا بعيد ميلاد قداستة
ربنا يثبتة على كرسية ويحفظة لينا سنين عديدة وازمنة سالمة مديدة
[img(601px,399px):becd]…[/img(601px,399px):becd]
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
emy | ||||
mena salah | ||||
dr mamdouh | ||||
amani adel | ||||
الكبادوكي | ||||
GIGI | ||||
Maro Emad | ||||
Bety | ||||
Dr.Ayman | ||||
marko usa |
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1460 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Poula Alfons فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 11442 مساهمة في هذا المنتدى في 2303 موضوع
منتدى الشطبى
هذا المنتدى مسيحى عام ولا علاقة له بالقضايا السياسية او حوارات الاديان و العقائدتسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط كنيسة الامير تادرس الشطبى على موقع حفض الصفحات
قم بحفض و مشاطرة الرابط الشطبى على موقع حفض الصفحات
حياة البابا كيرلس السادس
3 مشترك
الشطبى :: الصفحة الرئيسية :: قصص
صفحة 1 من اصل 1
حياة البابا كيرلس السادس
بسم الأب والأبن والروح القدس أله وأحد أمين
حياة البابا كيرلس السادس
ووالده هو يوسف عطا المحب للكنيسة وناسخ كتبها ومنقحها المتفانى في
خدمة أمه الأرثوذكسية حريصاً على حِفظ تراثها.
ابتدأ عازر منذ الطفولة المبكرة حبه للكهنوت ورجال
الكهنوت فكان ينام على حجر الرهبان..فكان من نصيبهم ولا سيما وأن بلدة طوخ هذه
كانت وقفٌ على ديرالبراموس في ذلك الوقت ولذلك اعتاد الرهبان زيارة منزل والده
لِما عُرِفَ عنه من حُب وتضلع في طقوس الكنيسة .
بدأ حياة فضلى تشتاق نفوسنا لها متشبها بجيش شهدائنا الأقباط وآباء
كنيستنا
حماة الايمان الذين ارسوا مبادىء الايمان المسيحى للعالم أجمع المبنية
على دراستهم العميقة في الكتاب
المقدس فكان عازر مفلحا في جميع طرقه والرب معه؛ لأنه بِقَدر ما كان ينجح
روحيا كان ينجح علمياً
إحدى شركات الملاحة بالاسكندرية. إذ بعد أن حصل على البكالوريا، عمل في
واسمها "كوك شيبينج" سنة 1921 فكان مثال للأمانة والإخلاص
ولم يعطله عمله عن دراسة الكتب
المقدسة والطقسية والتفاسير
والقوانين الكنسيّة تحت إرشاد بعض الكهنة الغيورين.
ظل هكذا خمس سنوات يعمل ويجاهد في حياة نسكية كاملة،
فعاش راهبً زاهداً في بيته وفي عمله دون أن يشعر به احد،
فكان ينام على الأرض بجوار فراشه ويترك طعامه مكتفياً بكسرة صغيرة
وقليلاً من الملح.
إنطلاقه للبرية:
اشتاقت نفسه التواقة للعشرة الإلهية الدائمة؛ للانطلاق إلى الصحراء والتواجد
فيها وبالرغم من مقاومة أخيه الأكبر فقد ساعده الأنبا يوأنس البطريرك ال113,
وطلب قبوله في سلك الرهبنة في دير البرموس بوادي النطرون، بعد أن قدم
استقالته من العمل في يوليو سنة1927 تلك التى صدمت صاحب الشركة الذي حاول استبقاءه
برفع مرتبه إغراءً منه، ولكن عازر كان قد وضع يده على المحراث ولم يحاول أن ينظر
الى الوراء فأوفد البابا معه راهبا فاضلاً؛ وهو القس بشارة البرموسى(الأنبا مرقس
مطران أبو تيج) فأصطحبه إلى الدير.
وعند وصولهم
فوجئوا باضاءة الأنوار ودق الأجراس وفتح قصر الضيافة وخروج الرهبان وعلى رأسهم
القمص شنوده البرموسي، أمين الدير لاستقباله، ظناً منهم أنه زائر كبير! وعندما
تحققوا الأمر قبلوه على أول درجه في سلك
الرهبنة فورا مستبشرين بمقدوه ,أذا لم يسبق أن قوبل
راهب في تاريخ الدير بمثل هذه الحفاوة واعتبرت هذه الحادثة نبوة لتقدمه في سلك
الرهبنة وتبوئه مركزاً
سامياً في الكنيسة.
تتلمذ للأبوين الروحيين القمص عبد المسيح صليب والقمص
يعقوب الصامت،
أولئك الذين كان الدير عامراً بهم في ذلك الوقت، وعكف على حياة الصلاة
والنسك
ولم تمض سنة واحدة على مدة الاختبار حتى. تمت رسامته راهباً في كنيسة
السيدة العذراء في الدير، فكان ساجداً أمام الهيكل وعن يمينه جسد الانبا موسى الاسود
وعن يساره جسد القديس إيسيذوروس ودعى بالراهب مينا.
الموافق25 فبراير . وسمع هذا 1928 وذلك في السبت 17 أمشير
سنة 1644
الدعاء من فم معلمه القمص يعقوب الصامت قائلاً "سِر على بركة
الله بهذه
الروح الوديع الهادىء وهذا التواضع والانسحاق،
وسيقيمك الله أميناً على أسراره المقدسة، وروحه القدوس يرشدك ويعلمك".
فازداد شوقاً في دراسة كتب الآباء وسير الشهداء،
وأكثر ما كان يحب أن يقرأ
هو كتابات مار إسحق فاتخذ كثيراً من كتاباته شعارات
لنفسه مثل "ازهد في
الدنيا يحبك الله"، و"من عدا وراء
الكرامة هربت منه، ومن هرب منها تبعته
وأرشدت عليه ".
مما جعله يزداد بالأكثر نمواً في حياة
الفضيلة ترسماً على خطوات آباءه
القديسين وتمثلاً بهم. وإلتحق بالمدرسة اللاهوتية كباقي إخوته الرهبان،
فرسمه الأنبا يؤانس قساً في يوليو سنة 1931،
وهكذا اهٌله الله أن يقف أمامه
على مذبحه المقدس لأول مرة في كنيسة
أولاد الملوك مكسيموس ودوماديوس
بالدير، كل ذلك قبل أن يتم ثلاث سنوات
في الدير. فكان قلبه الملتهب حباً
لخالقه يزداد إلتهاباً يوماً بعد
يوم، لا سيما بعد رسامته وحمله الأسرار
الإلهية بين يديه.
+ + +
تَوَحُّده
اشتاقت نفسه إلى الإنفراد في البرية والتوحد فيها، فقصد مغارة القمص
صرابامون المتوحد الذى عاصره مدة وجيزة متتلمذاً على يديه، فكان نعم الخادم
الأمين.
ثم توجه إلى الأنبا يؤنس البطريرك وطلب منه السماح له
بالتوحد في الدير
الأبيض وتعميره إن أمكن، وفعلا مضى إلى هناك وقضى فيه
فترة قصيرة، ثم أقام
فترة من الوقت في مغارة القمص عبد المسيح الحبشي،
فكان يحمل على كتفه صفيحةالماء وكوز العدس إسبوعياً من دير البرموس
إلى مغارته العميقة في الصحراء حتى تركت علامة في كتفه الى يوم نياحته.
زاره البطريرك الانبا يؤنس عام 1934 وأعجب بعلمه وروحانيته وغيرته، وشهد بتقواه مؤملاً
خيراً كبيراً للكنيسة على يديه.
+ + +
شهادته للحق
حدث أن غضب رئيس الدير على سبعة من الرهبان وأمر بطردهم فلما بلغ الراهب المتوحد هذا
الامر أسرع اليه مستنكراً ما حدث منه، ثم خرج مع
المطرودين
وتطوع لخدمتهم وتخفيف ألمهم النفسي، ثم توجه معهم إلى المقر البابوي وعندما
إستطلع البابا يوأنس البطريرك الأمر أمر بعودتهم إلى ديرهم وأثنى على
القديس المتوحد.
إلا أن قديسنا إستأذن غبطته في أمر إعادة
تعمير دير مارمينا القديم بصحراء
مريوط، ولكن إذ لم يحصل على الموافقة
توجه إلى الجبل المقطم في مصر القديمة
- الذي نقل بقوة الصوم والصلاة - وإستأجر
هناك طاحونة من الحكومة مقابل
ستة قروش سنوياً وأقام فيها مستمتعاً بعشرة
إلهية قوية وذلك في الثلاثاء 23
يونيو عام 1936.
حقا لقد أحب القديس سكنى الجبال كما أحبها آباؤه القديسين من قبل الذين
وصفهم الكتاب المقدس بأن "العالم لم يكن مستحقا لهم لأنهم عاشوا تائهين في
براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض" (عب 38:11). "لعظم محبتهم في الملك
المسيح" (القداس الإلهي).
وهناك إنصهرت حياته من كثرة الصوم والصلاة
والسهر حتى تحولت إلى منار ثم
إلى مزار بعد أن فاحت رائحة المسيح الزكية منه وتم
القول الإلهي لا يمكن أن
تخفى مدينة كائنة على جبل.
+ + +
إيمانه بشفاعة القديسين
حدث أن داهمه اللصوص مرة في قلايته التي بناها بنفسه في الكنيسة الصغيرة
داخل الطاحونة ظناً منهم أنه يختزن ثروة كبيرة واعتدوا عليه بأن ضربوه ضربة
قاسية على رأسه، ثم فروا هاربين بعدما تحققوا أنه لا يملك شيئا سوى قطعة
الخيش الخشنة التي ينام عليها وبعض الكتب.
أما القديس فأخذ يزحف على
الأرض لأن رأسه أخذت تنزف نزفاً شديداً حتى وصل إلى أيقونة شفيعه مارمينا العجايبي وصلى أسفلها وهو في
شبه غيبوبة وفي
الحال توقف النزيف وقام معافى.
على أن علامة الضرب هذه في جبهته لم تزل موجودة إلى يوم
إنطلاقه إلى
الأمجاد السماوية إلا أنه لم يبق في هذا المكان الذي
تقدس بالصلوات
المرفوعة والذبيحة الإلهية المقدمة يوميا طويلاً إذ
أثناء الحرب العالمية
الثانية.
وفي الثلاثاء 28 أكتوبر عام 1941 ظنه
الإنجليز المحتلون أنه جاسوساً
وطلبوا إليه مغادرة المكان فخرج متوجها
إلى بابلون الدرج وأقام في فرن
بكنيسة السيدة العذراء.
عاش في العالم وهو ليس من
العالم تعلق بالسماويات وزهد بالأرضيات، عرف معنى الغربة التي قالها مخلصنا فلم يعز عليه مكان مهما تعب فيه وعمل
بيديه
وسهر.لأنه كان يحس تماماً أنه ليس له
ههنا مدينة باقية وإنما يطلب العقيدة،
فشابه معلمه الذي لم يكن له أين يسند رأسه.
ولذياع صيته وتقواه كان الكثيرون على
مختلف طوائفهم ومللهم يسعون إليه
للتبرك منه وطلب صلواته0 فقام بطبع كارت
خاص به عليه (بسم الله القوي)
باللغتين القبطية والعربية، ثم إحدى الآيات
التي كان يعيشها القديس ويحياها
مثل (ماذا ينتفع الإنسان لو ربح
العالم كله وخسر نفسه)، أو (ماذا يعطي
الإنسان فداءً عن نفسه) أو غيرها
من الآيات المُحببة إليه وكان يوزعها على
زائريه كما أصدر مجلة بسيطة شهرية
أطلق عليها اسم "ميناء الخلاص".
وفي عام 1944 أسندت إليه رئاسة دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون
بمغاغة.
وسرعان ما إلتف الشباب المتحمس
الذين إستهوتهم الحياة الرهبانية حوله،
الذين زهدوا في مجد العالم وزيفه
وقصدوا، إليه فاحتضنهم بأبوة صادقة وفتح
لهم قلبه، فوجدوا في رحابه
ورعايته ما أشبع نفوسهم الجوعى وروى ظمأ قلوبهم،وتتلمذ العديد على يديه فترعرع
الدير وإزدهر، وسرعان أيضا ما أقام لهم
المباني وبنى أسواره المتهدمة بفضل
تشجيع الغيورين الذين الذين تسابقوا على
رصد أموالهم وقفا للدير وفي وقت قصير تمكن من تدشين كنيسة الدير ببلدة
الزورة (التابعة الآن لمركز مغاغة محافظة المنيا).
وعلى أثر ذلك منحه المتنيح الأنبا
أثناسيوس مطران بني سويف في ذلك الوقت
رتبة الأيغومانوس (القمصية) الذي قال يومها "اشكر إلهي الذي خلق
من الضعف قوة كملت به نعمته في الإبن المبارك القمص مينا وأتم هذا العمل
العظيم".
ولكن كما هو معروف عن قديسنا الحبيب
أنه كثير التعلق بشفيعه مارمينا وقد
رأينا كم حاول أن ينفرد في بريته
بصحراء مريوط ولم يتسنى له فصمم على بناء
ولو كنيسة صغيرة باسم شفيعه
العجايبي يعيش فيها إلى أن يكمل غربته بسلام،
وبالفعل قد أعانه الرب وهناك في
مصر القديمة من المنح والهبات والهدايا
المتواضعة التي كان يتلقاها من أفراد
الشعب الذين عرفوا طريقه والذين كانوا
يقصدونه طالبين الصلاة للشفاء من العلل وغيرها، إستطاع ببركة ربنا
يسوع أن
يبني له قلاية وكنيسة باسم حبيبه مارمينا وذلك سنة 1949. ثم توسع في
البناء فأقام داراً للضيافة كان
يستقبل فيها الشباب الجامعي المغترب ليقيم
فيها مقابل قروش زهيدة.
فكانت لهذه النواة بركة كبيرة، لأن اولئك الشباب سعدوا بالعشرة الإلهية
لأن هذا المكان الطاهر لم يقهم وحسب من أجواء العالم الصاخب، ولكن أضفى
عليهم روحانية عميقة حتى خرج الكثيرون من هذا المكان المتواضع ليسوا حاملين للشهادات العلمية من
جامعاتهم ولكن فوق ذلك كله رهباناً أتقياء،
تدربوا
على حياة الفضيلة والزهد وحياة الصلاة الدائمة
والسهر، حيث كانوا يشاهدون
معلمهم يستيقظ كل يوم مع منتصف الليل ليبدأ
الصلاة وقراءة فصول الكتاب على
ضوء مصباح صغير داخل حجرته المتواضعة.
وقبل أن يطرق الفجر أبوابه إعتاد أن يغادر صومعته ويتجه نحو فرن الكنيسة ومن دقيق النذور يبدأ عمل القربان
ويشمر عن ساعديه ويعجن العجين، ثم يقطعه أحجاما
متساوية ويختمه ويضعه في فرن هادئ ويظل يعمل ويتلوا
المزامير حتى يفرغ منه وعرقه يتصبب ثم يتوجه إلى الكنيسة ليتلوا صلوات التسبحة ثم يقدس الأسرار الإلهية ويعود إلي
مكتبته وقلايته وخدمته0 فكانت حاجاته وحاجات الذين معه تخدمها يداه
الطاهرتان، يغسل ثيابه لنفسه ويطبخ ويخدم الجميع. على أن حجرته هذه
باقية كما هي للآن : السرير البسيط،
المكتبة، الملابس الخشنة التي كان يرتديها كل شئ كما هو قبل رسامته إلى لآن.
وقد قام غبطته برسامة أخيه الأكبر قمصاً على هذه الكنيسة باسم القمص
ميخائيل يوسف ليشرف على هذا المكان الطاهر، ويواصل عمل القداسات وتلاوة
الصلوات فيه حيث تقدس هذا البيت كما يقول الرب "وقدست هذا
البيت الذي بنيته
لأجل وضع إسمي فيه إلى الأبد وتكون عيناي وقلبي هناك كل
الأيام" (مل 3:9).
كما كان يحلوا له وهو بطريرك أن يتوجه إليه ليخلوا
قليلا "ليملأ البطارية"
أي ليأخذ شحنة روحية على حد تعبيره.
+ + +
إختياره
للباباوية:
"وأعطيكم رعاة حسب قلبي فيرعونكم
بالمعرفة والفهم" (إر 10:3). إن إختيار
قداسة البابا لم يكن بعمل إنسان ولكن المختار
من الله لكنيستنا القبطية
وقصة تبوأه كرسيه الرسولي تدعو إلى العجب
وإلى تمجيد إسم الرب يسوع الذي
ينزل الأعزاء عن الكراسي ويرفع المتضعين.
كان ترتيبه بين المرشحين
السادس، وكان على لجنة الترشيح حسب لائحة السبت 2 نوفمبر 1957 أن تقدم الخمسة
رهبان المرشحين الأوائل للشعب0 وفي اللحظة الأخيرة للتقدم بالخمسة
الأوائل، أجمع الرأي على تنحي الخامس، وتقدم السادس ليصبح الخامس. ثم أجريت عملية
الاختيار للشعب لثلاثة منهم فكان آخرهم ترتيبا في أصوات
المنتخبين وبقى إجراء القرعة الهيكلية في الأحد 19 إبريل 1959 ولم يخطر ببال أحد أن يكون
إنجيل القداس في ذلك اليوم يتنبأ عنه إذ يقول هكذا "يكون الآخرون أولين والأولون يصيرون
آخرين" وكانت هذه هي نتيجة القرعة.
ودقت أجراس الكنائس
معلنة فرحة السماء وأتوا بالقمص مينا البرموسي المتوحد
ليكون البابا كيرلس السادس بابا الأسكندرية المائة
والسادس عشر من خلفاء
مارمرقس الرسول. وعند ذاك أيقن الشعب أن عناية الله تدخلت في الإنتخاب ومن
الطريف أن يكون عيد جلوسه يلحق عيد صاحب الكرسي مارمرقس الكاروز، يتوسط بينهما عيد أم المخلص -
كما إعتاد أن يدعوها غبطته - وكتبت تقاليد
رئاسة الكهنوت على
ورقة مصقولة طولها متر وعرضها 7 سنتيمترات.
وقد سأله وقتئذ أحد الصحفيين
عن مشروعاته المستقبلية، فكانت إجابته "لم
أتعود أن أقول ماذا سأفعل ولكن
كما رأى الشعب بناء كنيسة مارمينا بمصر
القديمة وكان البناء يرتفع قليلا
قليلا هكذا سيرون مشروعات الكنيسة".
لقد كان أمينا في القليل فلا
عجب أن إئتمنه الروح القدس على الكثير، ومنذ
ذلك الإختيار الإلهي والبابا
كيرلس هو الراهب الناسك المدبر باجتهاد.
باباويته:
تميز عهد قداسته
بانتعاش الإيمان ونمو القيم الروحية ولا شك أن ذلك راجع
لان غبطته إنما وضع في قلبه أن
يقدس ذاته من أجلهم - أي من أجل رعيته – على مثال معلمه الذي قال: "لأجلهم
أقدس أنا ذاتي".
فحياته هو والراهب مينا كانت هي
وهو البابا كيرلس في ملبسه الخشن وشاله
المعروف وحتى منديله السميك ومأكله
البسيط فلم يكن يأكل إلا مرتين في اليوم
الأولى الساعة الثانية والنصف ظهرا والثانية الساعة التاسعة مساءاً،
وفي
الأصوام مرة واحدة بعد قداسه
الحبري الذي ينتهي بعد الساعة الخامسة مساءاً
وفي سهره وصلواته كذلك فكان
يصحوا من نومه قبل الساعة الرابعة من فجر كل يوم ليؤدي صلوات التسبحة ويقيم قداس الصباح وبعدها
يستقبل أولاده.. وهكذا
يقضي نهار يومه في خدمة شعبه
وفي الوحدة حبيس قلايته في التأمل في الأسفار الإلهية.. لا يعرف ساعة
للراحة حتى يحين ميعاد صلاة العشية فيتجه إلى الكنيسة تتبعه الجموع في حب وخشوع.
فعلا كان مثال الراعي الصالح
للتعليم لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل
والحق والقدوة الصالحة. إنه عينة
حقيقية من كنيسة أجدادنا القديسين كنيسة
الصلاة وتقديس الذات أكثر منها
كنيسة المنابر والوعظ الكثير...
فهو رجل الصلاة نعم إنه رجل
الصلاة الذي أدرك ما في الصلاة من قوة فعالة
فكانت سلاحه البتّار الذي
بواستطها استطاع أن يتغلب على أعضل المشكلات التي
كانت تقابله.
وفوق ذلك فقد حباه الله موهبة الدموع التي
كانت تنهمر من مآقيه طالما كان
مصليا وموهبة الدموع هذه لا تُعطى إلا
لِمُنْسَحِقي القلوب، فكان يسكب نفسه
انسكابا أمام الله ويذوب في حضرته،
فإذا ما كنت معه مصليا أحسست أنك في
السماء وفي شركة عميقة مع الله.
كثيرا ما كان يزور الكنائس
المختلفة فجر أي يوم حيث يفاجئهم ويرى العاملين
منهم والخاملين في كرم الرب
فكان معلما صامتا مقدماً نفسه في كل شئ قدوة
مقدما في التعليم نقاوة ووقاراً
وإخلاصاً.
وهذه الحياة المقدسة وهذه
الروحانية العالية التي لأبينا البار فقد ألهبت
قلوب الرعاة والرعية فحذوا حذوه
وفتحت الكنائس وأقيمت الصلوات وإمتلأت
البيع بالعابدين المصلين بالروح
والحق. وأحب الشعب باباه من كل قلبه وأصبح
كل فرد يشعر بأنه ليس مجرد
عضو في الكنيسة بل من خاصته. وأصبحنا نرى في حضرته مريضا يقصده
لنوال نعمة الشفاء، مكروبا وشاكيا حاله طالِباً للصلاة
من أجله ليخفف الرب كربه.
وقد وهبه الله نعمة الشفافية
الروحية العجيبة فكثيراً ما كان يجيب صاحب
الطلب بما يريد أن يحدثه عنه
ويطمئنه أو ينصحه بما يجب أن يفعله في أسلوب
وديع، حتى يقف صاحب الطلب
مبهوتاً شاعراً برهبة أمام رجل الله كاشف
الأسرار.
وهكذا يفتح بابه يومياً لإستقبال
أبناءه فقيرهم قبل غنيّهم، صغيرهم قبل
كبيرهم ويخرج الجميع من عنده
والبهجة تشع من وجوههم شاكرين تغمرهم راحة نفسية لما يلمسونه من
غبطته من طول أناه وسعة صدر تثير فيهم عاطفة الأبوة الحقيقية الصادقة.
نيــــــــــاحته
قول القديس مار أسحق الذى عشق البابا كيرلس كتاباته
وكان يحفظها : أزهد فى
الدنيا يحبك الرب وأزهد فيما بين أيدى الناس
يحبك الناس , من عدا وراء
الكرامة هربت منه ومن هرب منها بمعرفة جرت
وراءه وأرشدت عليه الناس "
وعن هذا قال نيافة الحبر الجليل الأنبا
غرغوريوس أسقف الدراسات العليا
والبحث العلمى : " أنكم إذا عدتم إلى أيام نياحة
البابا كيرلس وقرأتم نعى الدولة ورجالها الرسميين لقداسته يبدو لكم جلياً , أنهم لم ينعوه نعياً
رسمياً ولكن نعى الصديق والحبيب "
مين احسن من مين
يقول نيافة الحبر الجليل الأنبا مينا الصموئيلى :
" .. كان أبونا مينا المتوحد ينظر لكل إنسان على أنه أفضل منه ..
"
ويقول نيافة الحبر الجليل الأنبا
اثناسيوس مطران بنى سويف :
" .. فى احد الأيام قمت بإلقاء عظة فى
الكاتدرائية المرقسية يكلوت بك فى
وجود البابا كيرلس .. وبعد
إلقاء العظة قال لى البابا : أنت يا خويا عمال تشخط وتنطر فى الناس كده ليه .. إحنا عارفين مين أحسن من
التانى .. "
كتاب الخدمة والإتضاع فى حياة
البابا كيرلس السادس إصدار - أبناء البابا
كيرلس السادس ص 30
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــول
حياة البابا كيرلس السادس
ووالده هو يوسف عطا المحب للكنيسة وناسخ كتبها ومنقحها المتفانى في
خدمة أمه الأرثوذكسية حريصاً على حِفظ تراثها.
ابتدأ عازر منذ الطفولة المبكرة حبه للكهنوت ورجال
الكهنوت فكان ينام على حجر الرهبان..فكان من نصيبهم ولا سيما وأن بلدة طوخ هذه
كانت وقفٌ على ديرالبراموس في ذلك الوقت ولذلك اعتاد الرهبان زيارة منزل والده
لِما عُرِفَ عنه من حُب وتضلع في طقوس الكنيسة .
بدأ حياة فضلى تشتاق نفوسنا لها متشبها بجيش شهدائنا الأقباط وآباء
كنيستنا
حماة الايمان الذين ارسوا مبادىء الايمان المسيحى للعالم أجمع المبنية
على دراستهم العميقة في الكتاب
المقدس فكان عازر مفلحا في جميع طرقه والرب معه؛ لأنه بِقَدر ما كان ينجح
روحيا كان ينجح علمياً
إحدى شركات الملاحة بالاسكندرية. إذ بعد أن حصل على البكالوريا، عمل في
واسمها "كوك شيبينج" سنة 1921 فكان مثال للأمانة والإخلاص
ولم يعطله عمله عن دراسة الكتب
المقدسة والطقسية والتفاسير
والقوانين الكنسيّة تحت إرشاد بعض الكهنة الغيورين.
ظل هكذا خمس سنوات يعمل ويجاهد في حياة نسكية كاملة،
فعاش راهبً زاهداً في بيته وفي عمله دون أن يشعر به احد،
فكان ينام على الأرض بجوار فراشه ويترك طعامه مكتفياً بكسرة صغيرة
وقليلاً من الملح.
إنطلاقه للبرية:
اشتاقت نفسه التواقة للعشرة الإلهية الدائمة؛ للانطلاق إلى الصحراء والتواجد
فيها وبالرغم من مقاومة أخيه الأكبر فقد ساعده الأنبا يوأنس البطريرك ال113,
وطلب قبوله في سلك الرهبنة في دير البرموس بوادي النطرون، بعد أن قدم
استقالته من العمل في يوليو سنة1927 تلك التى صدمت صاحب الشركة الذي حاول استبقاءه
برفع مرتبه إغراءً منه، ولكن عازر كان قد وضع يده على المحراث ولم يحاول أن ينظر
الى الوراء فأوفد البابا معه راهبا فاضلاً؛ وهو القس بشارة البرموسى(الأنبا مرقس
مطران أبو تيج) فأصطحبه إلى الدير.
وعند وصولهم
فوجئوا باضاءة الأنوار ودق الأجراس وفتح قصر الضيافة وخروج الرهبان وعلى رأسهم
القمص شنوده البرموسي، أمين الدير لاستقباله، ظناً منهم أنه زائر كبير! وعندما
تحققوا الأمر قبلوه على أول درجه في سلك
الرهبنة فورا مستبشرين بمقدوه ,أذا لم يسبق أن قوبل
راهب في تاريخ الدير بمثل هذه الحفاوة واعتبرت هذه الحادثة نبوة لتقدمه في سلك
الرهبنة وتبوئه مركزاً
سامياً في الكنيسة.
تتلمذ للأبوين الروحيين القمص عبد المسيح صليب والقمص
يعقوب الصامت،
أولئك الذين كان الدير عامراً بهم في ذلك الوقت، وعكف على حياة الصلاة
والنسك
ولم تمض سنة واحدة على مدة الاختبار حتى. تمت رسامته راهباً في كنيسة
السيدة العذراء في الدير، فكان ساجداً أمام الهيكل وعن يمينه جسد الانبا موسى الاسود
وعن يساره جسد القديس إيسيذوروس ودعى بالراهب مينا.
الموافق25 فبراير . وسمع هذا 1928 وذلك في السبت 17 أمشير
سنة 1644
الدعاء من فم معلمه القمص يعقوب الصامت قائلاً "سِر على بركة
الله بهذه
الروح الوديع الهادىء وهذا التواضع والانسحاق،
وسيقيمك الله أميناً على أسراره المقدسة، وروحه القدوس يرشدك ويعلمك".
فازداد شوقاً في دراسة كتب الآباء وسير الشهداء،
وأكثر ما كان يحب أن يقرأ
هو كتابات مار إسحق فاتخذ كثيراً من كتاباته شعارات
لنفسه مثل "ازهد في
الدنيا يحبك الله"، و"من عدا وراء
الكرامة هربت منه، ومن هرب منها تبعته
وأرشدت عليه ".
مما جعله يزداد بالأكثر نمواً في حياة
الفضيلة ترسماً على خطوات آباءه
القديسين وتمثلاً بهم. وإلتحق بالمدرسة اللاهوتية كباقي إخوته الرهبان،
فرسمه الأنبا يؤانس قساً في يوليو سنة 1931،
وهكذا اهٌله الله أن يقف أمامه
على مذبحه المقدس لأول مرة في كنيسة
أولاد الملوك مكسيموس ودوماديوس
بالدير، كل ذلك قبل أن يتم ثلاث سنوات
في الدير. فكان قلبه الملتهب حباً
لخالقه يزداد إلتهاباً يوماً بعد
يوم، لا سيما بعد رسامته وحمله الأسرار
الإلهية بين يديه.
+ + +
تَوَحُّده
اشتاقت نفسه إلى الإنفراد في البرية والتوحد فيها، فقصد مغارة القمص
صرابامون المتوحد الذى عاصره مدة وجيزة متتلمذاً على يديه، فكان نعم الخادم
الأمين.
ثم توجه إلى الأنبا يؤنس البطريرك وطلب منه السماح له
بالتوحد في الدير
الأبيض وتعميره إن أمكن، وفعلا مضى إلى هناك وقضى فيه
فترة قصيرة، ثم أقام
فترة من الوقت في مغارة القمص عبد المسيح الحبشي،
فكان يحمل على كتفه صفيحةالماء وكوز العدس إسبوعياً من دير البرموس
إلى مغارته العميقة في الصحراء حتى تركت علامة في كتفه الى يوم نياحته.
زاره البطريرك الانبا يؤنس عام 1934 وأعجب بعلمه وروحانيته وغيرته، وشهد بتقواه مؤملاً
خيراً كبيراً للكنيسة على يديه.
+ + +
شهادته للحق
حدث أن غضب رئيس الدير على سبعة من الرهبان وأمر بطردهم فلما بلغ الراهب المتوحد هذا
الامر أسرع اليه مستنكراً ما حدث منه، ثم خرج مع
المطرودين
وتطوع لخدمتهم وتخفيف ألمهم النفسي، ثم توجه معهم إلى المقر البابوي وعندما
إستطلع البابا يوأنس البطريرك الأمر أمر بعودتهم إلى ديرهم وأثنى على
القديس المتوحد.
إلا أن قديسنا إستأذن غبطته في أمر إعادة
تعمير دير مارمينا القديم بصحراء
مريوط، ولكن إذ لم يحصل على الموافقة
توجه إلى الجبل المقطم في مصر القديمة
- الذي نقل بقوة الصوم والصلاة - وإستأجر
هناك طاحونة من الحكومة مقابل
ستة قروش سنوياً وأقام فيها مستمتعاً بعشرة
إلهية قوية وذلك في الثلاثاء 23
يونيو عام 1936.
حقا لقد أحب القديس سكنى الجبال كما أحبها آباؤه القديسين من قبل الذين
وصفهم الكتاب المقدس بأن "العالم لم يكن مستحقا لهم لأنهم عاشوا تائهين في
براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض" (عب 38:11). "لعظم محبتهم في الملك
المسيح" (القداس الإلهي).
وهناك إنصهرت حياته من كثرة الصوم والصلاة
والسهر حتى تحولت إلى منار ثم
إلى مزار بعد أن فاحت رائحة المسيح الزكية منه وتم
القول الإلهي لا يمكن أن
تخفى مدينة كائنة على جبل.
+ + +
إيمانه بشفاعة القديسين
حدث أن داهمه اللصوص مرة في قلايته التي بناها بنفسه في الكنيسة الصغيرة
داخل الطاحونة ظناً منهم أنه يختزن ثروة كبيرة واعتدوا عليه بأن ضربوه ضربة
قاسية على رأسه، ثم فروا هاربين بعدما تحققوا أنه لا يملك شيئا سوى قطعة
الخيش الخشنة التي ينام عليها وبعض الكتب.
أما القديس فأخذ يزحف على
الأرض لأن رأسه أخذت تنزف نزفاً شديداً حتى وصل إلى أيقونة شفيعه مارمينا العجايبي وصلى أسفلها وهو في
شبه غيبوبة وفي
الحال توقف النزيف وقام معافى.
على أن علامة الضرب هذه في جبهته لم تزل موجودة إلى يوم
إنطلاقه إلى
الأمجاد السماوية إلا أنه لم يبق في هذا المكان الذي
تقدس بالصلوات
المرفوعة والذبيحة الإلهية المقدمة يوميا طويلاً إذ
أثناء الحرب العالمية
الثانية.
وفي الثلاثاء 28 أكتوبر عام 1941 ظنه
الإنجليز المحتلون أنه جاسوساً
وطلبوا إليه مغادرة المكان فخرج متوجها
إلى بابلون الدرج وأقام في فرن
بكنيسة السيدة العذراء.
عاش في العالم وهو ليس من
العالم تعلق بالسماويات وزهد بالأرضيات، عرف معنى الغربة التي قالها مخلصنا فلم يعز عليه مكان مهما تعب فيه وعمل
بيديه
وسهر.لأنه كان يحس تماماً أنه ليس له
ههنا مدينة باقية وإنما يطلب العقيدة،
فشابه معلمه الذي لم يكن له أين يسند رأسه.
ولذياع صيته وتقواه كان الكثيرون على
مختلف طوائفهم ومللهم يسعون إليه
للتبرك منه وطلب صلواته0 فقام بطبع كارت
خاص به عليه (بسم الله القوي)
باللغتين القبطية والعربية، ثم إحدى الآيات
التي كان يعيشها القديس ويحياها
مثل (ماذا ينتفع الإنسان لو ربح
العالم كله وخسر نفسه)، أو (ماذا يعطي
الإنسان فداءً عن نفسه) أو غيرها
من الآيات المُحببة إليه وكان يوزعها على
زائريه كما أصدر مجلة بسيطة شهرية
أطلق عليها اسم "ميناء الخلاص".
وفي عام 1944 أسندت إليه رئاسة دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون
بمغاغة.
وسرعان ما إلتف الشباب المتحمس
الذين إستهوتهم الحياة الرهبانية حوله،
الذين زهدوا في مجد العالم وزيفه
وقصدوا، إليه فاحتضنهم بأبوة صادقة وفتح
لهم قلبه، فوجدوا في رحابه
ورعايته ما أشبع نفوسهم الجوعى وروى ظمأ قلوبهم،وتتلمذ العديد على يديه فترعرع
الدير وإزدهر، وسرعان أيضا ما أقام لهم
المباني وبنى أسواره المتهدمة بفضل
تشجيع الغيورين الذين الذين تسابقوا على
رصد أموالهم وقفا للدير وفي وقت قصير تمكن من تدشين كنيسة الدير ببلدة
الزورة (التابعة الآن لمركز مغاغة محافظة المنيا).
وعلى أثر ذلك منحه المتنيح الأنبا
أثناسيوس مطران بني سويف في ذلك الوقت
رتبة الأيغومانوس (القمصية) الذي قال يومها "اشكر إلهي الذي خلق
من الضعف قوة كملت به نعمته في الإبن المبارك القمص مينا وأتم هذا العمل
العظيم".
ولكن كما هو معروف عن قديسنا الحبيب
أنه كثير التعلق بشفيعه مارمينا وقد
رأينا كم حاول أن ينفرد في بريته
بصحراء مريوط ولم يتسنى له فصمم على بناء
ولو كنيسة صغيرة باسم شفيعه
العجايبي يعيش فيها إلى أن يكمل غربته بسلام،
وبالفعل قد أعانه الرب وهناك في
مصر القديمة من المنح والهبات والهدايا
المتواضعة التي كان يتلقاها من أفراد
الشعب الذين عرفوا طريقه والذين كانوا
يقصدونه طالبين الصلاة للشفاء من العلل وغيرها، إستطاع ببركة ربنا
يسوع أن
يبني له قلاية وكنيسة باسم حبيبه مارمينا وذلك سنة 1949. ثم توسع في
البناء فأقام داراً للضيافة كان
يستقبل فيها الشباب الجامعي المغترب ليقيم
فيها مقابل قروش زهيدة.
فكانت لهذه النواة بركة كبيرة، لأن اولئك الشباب سعدوا بالعشرة الإلهية
لأن هذا المكان الطاهر لم يقهم وحسب من أجواء العالم الصاخب، ولكن أضفى
عليهم روحانية عميقة حتى خرج الكثيرون من هذا المكان المتواضع ليسوا حاملين للشهادات العلمية من
جامعاتهم ولكن فوق ذلك كله رهباناً أتقياء،
تدربوا
على حياة الفضيلة والزهد وحياة الصلاة الدائمة
والسهر، حيث كانوا يشاهدون
معلمهم يستيقظ كل يوم مع منتصف الليل ليبدأ
الصلاة وقراءة فصول الكتاب على
ضوء مصباح صغير داخل حجرته المتواضعة.
وقبل أن يطرق الفجر أبوابه إعتاد أن يغادر صومعته ويتجه نحو فرن الكنيسة ومن دقيق النذور يبدأ عمل القربان
ويشمر عن ساعديه ويعجن العجين، ثم يقطعه أحجاما
متساوية ويختمه ويضعه في فرن هادئ ويظل يعمل ويتلوا
المزامير حتى يفرغ منه وعرقه يتصبب ثم يتوجه إلى الكنيسة ليتلوا صلوات التسبحة ثم يقدس الأسرار الإلهية ويعود إلي
مكتبته وقلايته وخدمته0 فكانت حاجاته وحاجات الذين معه تخدمها يداه
الطاهرتان، يغسل ثيابه لنفسه ويطبخ ويخدم الجميع. على أن حجرته هذه
باقية كما هي للآن : السرير البسيط،
المكتبة، الملابس الخشنة التي كان يرتديها كل شئ كما هو قبل رسامته إلى لآن.
وقد قام غبطته برسامة أخيه الأكبر قمصاً على هذه الكنيسة باسم القمص
ميخائيل يوسف ليشرف على هذا المكان الطاهر، ويواصل عمل القداسات وتلاوة
الصلوات فيه حيث تقدس هذا البيت كما يقول الرب "وقدست هذا
البيت الذي بنيته
لأجل وضع إسمي فيه إلى الأبد وتكون عيناي وقلبي هناك كل
الأيام" (مل 3:9).
كما كان يحلوا له وهو بطريرك أن يتوجه إليه ليخلوا
قليلا "ليملأ البطارية"
أي ليأخذ شحنة روحية على حد تعبيره.
+ + +
إختياره
للباباوية:
"وأعطيكم رعاة حسب قلبي فيرعونكم
بالمعرفة والفهم" (إر 10:3). إن إختيار
قداسة البابا لم يكن بعمل إنسان ولكن المختار
من الله لكنيستنا القبطية
وقصة تبوأه كرسيه الرسولي تدعو إلى العجب
وإلى تمجيد إسم الرب يسوع الذي
ينزل الأعزاء عن الكراسي ويرفع المتضعين.
كان ترتيبه بين المرشحين
السادس، وكان على لجنة الترشيح حسب لائحة السبت 2 نوفمبر 1957 أن تقدم الخمسة
رهبان المرشحين الأوائل للشعب0 وفي اللحظة الأخيرة للتقدم بالخمسة
الأوائل، أجمع الرأي على تنحي الخامس، وتقدم السادس ليصبح الخامس. ثم أجريت عملية
الاختيار للشعب لثلاثة منهم فكان آخرهم ترتيبا في أصوات
المنتخبين وبقى إجراء القرعة الهيكلية في الأحد 19 إبريل 1959 ولم يخطر ببال أحد أن يكون
إنجيل القداس في ذلك اليوم يتنبأ عنه إذ يقول هكذا "يكون الآخرون أولين والأولون يصيرون
آخرين" وكانت هذه هي نتيجة القرعة.
ودقت أجراس الكنائس
معلنة فرحة السماء وأتوا بالقمص مينا البرموسي المتوحد
ليكون البابا كيرلس السادس بابا الأسكندرية المائة
والسادس عشر من خلفاء
مارمرقس الرسول. وعند ذاك أيقن الشعب أن عناية الله تدخلت في الإنتخاب ومن
الطريف أن يكون عيد جلوسه يلحق عيد صاحب الكرسي مارمرقس الكاروز، يتوسط بينهما عيد أم المخلص -
كما إعتاد أن يدعوها غبطته - وكتبت تقاليد
رئاسة الكهنوت على
ورقة مصقولة طولها متر وعرضها 7 سنتيمترات.
وقد سأله وقتئذ أحد الصحفيين
عن مشروعاته المستقبلية، فكانت إجابته "لم
أتعود أن أقول ماذا سأفعل ولكن
كما رأى الشعب بناء كنيسة مارمينا بمصر
القديمة وكان البناء يرتفع قليلا
قليلا هكذا سيرون مشروعات الكنيسة".
لقد كان أمينا في القليل فلا
عجب أن إئتمنه الروح القدس على الكثير، ومنذ
ذلك الإختيار الإلهي والبابا
كيرلس هو الراهب الناسك المدبر باجتهاد.
باباويته:
تميز عهد قداسته
بانتعاش الإيمان ونمو القيم الروحية ولا شك أن ذلك راجع
لان غبطته إنما وضع في قلبه أن
يقدس ذاته من أجلهم - أي من أجل رعيته – على مثال معلمه الذي قال: "لأجلهم
أقدس أنا ذاتي".
فحياته هو والراهب مينا كانت هي
وهو البابا كيرلس في ملبسه الخشن وشاله
المعروف وحتى منديله السميك ومأكله
البسيط فلم يكن يأكل إلا مرتين في اليوم
الأولى الساعة الثانية والنصف ظهرا والثانية الساعة التاسعة مساءاً،
وفي
الأصوام مرة واحدة بعد قداسه
الحبري الذي ينتهي بعد الساعة الخامسة مساءاً
وفي سهره وصلواته كذلك فكان
يصحوا من نومه قبل الساعة الرابعة من فجر كل يوم ليؤدي صلوات التسبحة ويقيم قداس الصباح وبعدها
يستقبل أولاده.. وهكذا
يقضي نهار يومه في خدمة شعبه
وفي الوحدة حبيس قلايته في التأمل في الأسفار الإلهية.. لا يعرف ساعة
للراحة حتى يحين ميعاد صلاة العشية فيتجه إلى الكنيسة تتبعه الجموع في حب وخشوع.
فعلا كان مثال الراعي الصالح
للتعليم لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل
والحق والقدوة الصالحة. إنه عينة
حقيقية من كنيسة أجدادنا القديسين كنيسة
الصلاة وتقديس الذات أكثر منها
كنيسة المنابر والوعظ الكثير...
فهو رجل الصلاة نعم إنه رجل
الصلاة الذي أدرك ما في الصلاة من قوة فعالة
فكانت سلاحه البتّار الذي
بواستطها استطاع أن يتغلب على أعضل المشكلات التي
كانت تقابله.
وفوق ذلك فقد حباه الله موهبة الدموع التي
كانت تنهمر من مآقيه طالما كان
مصليا وموهبة الدموع هذه لا تُعطى إلا
لِمُنْسَحِقي القلوب، فكان يسكب نفسه
انسكابا أمام الله ويذوب في حضرته،
فإذا ما كنت معه مصليا أحسست أنك في
السماء وفي شركة عميقة مع الله.
كثيرا ما كان يزور الكنائس
المختلفة فجر أي يوم حيث يفاجئهم ويرى العاملين
منهم والخاملين في كرم الرب
فكان معلما صامتا مقدماً نفسه في كل شئ قدوة
مقدما في التعليم نقاوة ووقاراً
وإخلاصاً.
وهذه الحياة المقدسة وهذه
الروحانية العالية التي لأبينا البار فقد ألهبت
قلوب الرعاة والرعية فحذوا حذوه
وفتحت الكنائس وأقيمت الصلوات وإمتلأت
البيع بالعابدين المصلين بالروح
والحق. وأحب الشعب باباه من كل قلبه وأصبح
كل فرد يشعر بأنه ليس مجرد
عضو في الكنيسة بل من خاصته. وأصبحنا نرى في حضرته مريضا يقصده
لنوال نعمة الشفاء، مكروبا وشاكيا حاله طالِباً للصلاة
من أجله ليخفف الرب كربه.
وقد وهبه الله نعمة الشفافية
الروحية العجيبة فكثيراً ما كان يجيب صاحب
الطلب بما يريد أن يحدثه عنه
ويطمئنه أو ينصحه بما يجب أن يفعله في أسلوب
وديع، حتى يقف صاحب الطلب
مبهوتاً شاعراً برهبة أمام رجل الله كاشف
الأسرار.
وهكذا يفتح بابه يومياً لإستقبال
أبناءه فقيرهم قبل غنيّهم، صغيرهم قبل
كبيرهم ويخرج الجميع من عنده
والبهجة تشع من وجوههم شاكرين تغمرهم راحة نفسية لما يلمسونه من
غبطته من طول أناه وسعة صدر تثير فيهم عاطفة الأبوة الحقيقية الصادقة.
نيــــــــــاحته
قول القديس مار أسحق الذى عشق البابا كيرلس كتاباته
وكان يحفظها : أزهد فى
الدنيا يحبك الرب وأزهد فيما بين أيدى الناس
يحبك الناس , من عدا وراء
الكرامة هربت منه ومن هرب منها بمعرفة جرت
وراءه وأرشدت عليه الناس "
وعن هذا قال نيافة الحبر الجليل الأنبا
غرغوريوس أسقف الدراسات العليا
والبحث العلمى : " أنكم إذا عدتم إلى أيام نياحة
البابا كيرلس وقرأتم نعى الدولة ورجالها الرسميين لقداسته يبدو لكم جلياً , أنهم لم ينعوه نعياً
رسمياً ولكن نعى الصديق والحبيب "
مين احسن من مين
يقول نيافة الحبر الجليل الأنبا مينا الصموئيلى :
" .. كان أبونا مينا المتوحد ينظر لكل إنسان على أنه أفضل منه ..
"
ويقول نيافة الحبر الجليل الأنبا
اثناسيوس مطران بنى سويف :
" .. فى احد الأيام قمت بإلقاء عظة فى
الكاتدرائية المرقسية يكلوت بك فى
وجود البابا كيرلس .. وبعد
إلقاء العظة قال لى البابا : أنت يا خويا عمال تشخط وتنطر فى الناس كده ليه .. إحنا عارفين مين أحسن من
التانى .. "
كتاب الخدمة والإتضاع فى حياة
البابا كيرلس السادس إصدار - أبناء البابا
كيرلس السادس ص 30
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــول
عدل سابقا من قبل amani adel في 2010-03-09, 12:39 pm عدل 2 مرات
amani adel- مشرفة قسم موضوعات روحية
- عدد المساهمات : 1005
نقاط : 1248
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
الموقع : جعلت الرب امامى كل حين لانه عن يمينى فلا اتزعزع
العمل/الترفيه : مدرسة دراسات اجتماعيه
المزاج : jesus love me
رد: حياة البابا كيرلس السادس
وهناك إنصهرت حياته من كثرة الصوم والصلاة والسهر حتى تحولت إلى منار ثم
إلى مزار بعد أن فاحت رائحة المسيح الزكية منه وتم القول الإلهي لا يمكن أن
تخفى مدينة كائنة على جبل.
******************************************
يا ليتنا نتعلم الصوم والصلاة والسهر الروحى من حياة البابا كيرلس السادس
شكرا يا أمانى على هذه المعلومات
إلى مزار بعد أن فاحت رائحة المسيح الزكية منه وتم القول الإلهي لا يمكن أن
تخفى مدينة كائنة على جبل.
******************************************
يا ليتنا نتعلم الصوم والصلاة والسهر الروحى من حياة البابا كيرلس السادس
شكرا يا أمانى على هذه المعلومات
dr mamdouh- مدير عام للمنتدى
- عدد المساهمات : 1178
نقاط : 2038
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
العمر : 44
رد: حياة البابا كيرلس السادس
مرسى يا دكتور على مرورك الجميلdr mamdouh كتب:وهناك إنصهرت حياته من كثرة الصوم والصلاة والسهر حتى تحولت إلى منار ثم
إلى مزار بعد أن فاحت رائحة المسيح الزكية منه وتم القول الإلهي لا يمكن أن
تخفى مدينة كائنة على جبل.
******************************************
يا ليتنا نتعلم الصوم والصلاة والسهر الروحى من حياة البابا كيرلس السادس
شكرا يا أمانى على هذه المعلومات
amani adel- مشرفة قسم موضوعات روحية
- عدد المساهمات : 1005
نقاط : 1248
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
الموقع : جعلت الرب امامى كل حين لانه عن يمينى فلا اتزعزع
العمل/الترفيه : مدرسة دراسات اجتماعيه
المزاج : jesus love me
رد: حياة البابا كيرلس السادس
عاشفي العالم وهو ليس من
العالم تعلق بالسماويات وزهد بالأرضيات، عرف معنىالغربة التي قالها مخلصنا فلم يعز عليه مكان مهما تعب فيه وعمل
بيديه
بركة شفاعتة وصلاتة تكون مع جميعنا آمين
شـــكرا يا اماني علي الموضوع
ربنا يبارك تعب خدمتك
العالم تعلق بالسماويات وزهد بالأرضيات، عرف معنىالغربة التي قالها مخلصنا فلم يعز عليه مكان مهما تعب فيه وعمل
بيديه
بركة شفاعتة وصلاتة تكون مع جميعنا آمين
شـــكرا يا اماني علي الموضوع
ربنا يبارك تعب خدمتك
emy- مشرف عام
- عدد المساهمات : 1404
نقاط : 2813
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
رد: حياة البابا كيرلس السادس
شكرا يا ايمى على مرورك الجميلemy كتب:عاش في العالم وهو ليس من
العالم تعلق بالسماويات وزهد بالأرضيات، عرف معنى الغربة التي قالها مخلصنا فلم يعز عليه مكان مهما تعب فيه وعمل
بيديه
بركة شفاعتة وصلاتة تكون مع جميعنا آمين
شـــكرا يا اماني علي الموضوع
ربنا يبارك تعب خدمتك
amani adel- مشرفة قسم موضوعات روحية
- عدد المساهمات : 1005
نقاط : 1248
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
الموقع : جعلت الرب امامى كل حين لانه عن يمينى فلا اتزعزع
العمل/الترفيه : مدرسة دراسات اجتماعيه
المزاج : jesus love me
مواضيع مماثلة
» لمحات من حياة البابا كيرلس السادس فى صور
» قصة جميلة عن البابا كيرلس السادس
» أقوال البابا كيرلس السادس
» قصة جميلة عن البابا كيرلس السادس
» أقوال البابا كيرلس السادس
الشطبى :: الصفحة الرئيسية :: قصص
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2017-12-11, 11:43 pm من طرف kokodola
» برنامج التحميل العملاق Internet Download Manager
2014-11-17, 12:31 am من طرف عزت سمعان
» صلاة يسوع ٢
2014-04-29, 7:50 am من طرف الكبادوكي
» بوربوينت قنديل جمعة ختام الصوم
2014-04-14, 1:09 pm من طرف refaat15
» من سيفصلنا عن محبة الله ؟
2014-03-04, 1:56 am من طرف emy
» النسخ آلاصلية , Windows Xp Professional Sp3 Original + Serial
2014-02-22, 6:56 pm من طرف hanychany
» اسبوع الآلام... اسبوع المحبة
2013-04-30, 2:51 am من طرف emy
» عبارات تستحق التأمل
2013-04-04, 4:41 am من طرف emy
» "بيت لله داخل القلب" رائـعة للأب القمص أفرايم الانبا بيشوي
2013-04-04, 4:02 am من طرف emy