وتظل القصة تحكى !!

فى يوم حكى يسوع هذه القصة
عن حساب ملك لأحد مديونيه
كان حجم المديونية هائلا !!
(عشرة آلاف وزنة )
!!!!
ومع الإفتراض بأن الوزنة الواحدة الذهبية تساوى ثمانمائة آلاف جنيها مصريا ..
فالدين قد يساوى000و000و80 جنيها
!!!!!
لا يقدر المدين أن يسدد المديونية الكبيرة ..
قد يباع هو وزوجته وأولاده !!
حسب الشريعة
(لاويين25)
لإستيفاء ما عليه وربما جزء منه فقط
!!
فالمديونية فاحشة !!
وكل طريق للسداد جائز !!
.........
ما طلبه المدين كان مهلة أخيرة للوفاء ..
وربما تنتهى ولا يوفى فتكون العاقبة أشر !!

ولكن الدائن كان كريما جوادا ..
فعل ما هو أعظم ..
ترك ما له ..
ومزق صك المديونية كلها ..
وسامحه .
!!!
(متى 18)
..................

لم يذكر هذا الإنسان معروف سيده ..
وتذكر ما له عند آخر مدين له
( بمائة دينار)
!!!!!
لا ذهب ولا فضة !!
مائة دينار ..
!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!
رفض أن يتمهل عليه للسداد ..
وألقاه فى الحبس حتى يوفى !!!!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟
قرأت هذه القصة عشرات من المرات ..
وكل مرة أكتشف نفسى أمام هذه المرآة التى تنطق بالحق ..
ولا تتجمل !!

تصوروا شخصا يسامح من الدائن
بزلعة مملوءة من الذهب..!!!
ويرفض أن يعفى أخا من مديونية
قلة من الفخار
!!!!
بها قروش معدودة
!!!!
؟؟؟؟؟
ما أتعس الحياة التى يعيشها من لا يسامحون !!!
ما مقدار الخطايا التى فعلناها .. وبإرادتنا ..
ملأت صفحات حياتنا بالسواد ..
ولطخت قلوبنا بالآثام ..!!
ما أشنع جرائمنا بالقول أو بالفعل !!
ما أكبر وأعظم ما نطلب من الله أن يسامحنا عنه !!
وقد فعل .. ويفعل ..
ونحن نرفض أن نسامح الآخرين حين يسيئون إلينا !!!

أى جرم هذا ؟؟
بينما نرى حنان الآب السماوى !!
نفكر فى قساوة وجحود ..
كيف نعتصر إخوتنا
ولا نشفق
ولا نتمهل!!

أحبائى فى هذا اللقاء ..
أكمل القصة حسب ما روته كلمة الله الصادقة ..
فلما سمع الدائن .
.بما فعله الجحود فى قلب الرجل ..
غضب ..
وإستدعى من سامحه .
وسجنه
وطالبه بإستيفاء مديونيته!!!

أحبائى ..
من الخاسر أولا وأخيرا ..
من الذى يفقد قرار العفو السماوى ..؟؟
من الذى يشقى ؟؟
من الذى يفتقر إلى الونسة !!
ويعيش فى الغربة وهو بين الأهل والأحباء ..!!

يجوع ويعطش ..
والأنهار حواليه تحيي و تروى!!
هو
من يفتقد المحبة ..
هو
من لا يقدر أن يسامح !

هذه هى النتيجة المحزنة لمن لا يرحمون الضعفاء \
لمن يستهينون بأنات من لا يقدرون..
!!!!!
يجوعون ويعطشون ويفتقرون ..
يمرضون ولا يجدون من يفتقدهم ..
ولا أحد يعودهم !!
عنوانهم ينسى ..
والطريق إليهم قد يفتقد ..

يموتون وحدهم ..
ولا أحد يسير خلف نعوشهم ..
ليس من يذكرهم ..
قال عنهم المسيح
قد إستوفوا أجورهم !!
نعم .
إستوفوا أجورهم !!

أصدقائى ..وأولادى وبناتى بالمنتدى الجميل ..
ألا يليق بنا أن نغفر لإخوتنا زلاتهم !!
وقبل أن نلقى الحجر ونرجم من
فى الوسط
ألا ننظر دواخلنا
ربما كنا أكبر جرما ..
وأعظم خطأ!!
!!!!
يوما سأل بطرس يسوع كم مرة أغفر لأخى ؟؟
هل إلى سبع مرات ؟؟
رد يسوع ..
بل سبعين مرة سبع مرات !!
( مت18)
إلى مالا نهاية ..

أحباء الأحد .
إن المتسامح والصفوح
هوأقرب حبيب
إلى قلب المسيح .

لا يشيخ قلبه أبدا !!
ولا يفتقر إلى صمامات بديلة !!
تتجدد فيه الدماء دواما !!
ولا يناله سقم ..
لماذا نحرم قلوبنا من دمائها ونجفف شريان الحياة فيها ؟؟
لماذا نعلها ؟؟
وندفع الملايين من خزائننا لقاء إستعادة إنتظام دقاتها ونبضاتها !!
لأننا نعيشها فى دواخلنا غاضبة
متوترة !!

إبنى الحبيب وإبنتى بالشطبى ..
لا تقاطعون المودة
ولا تنفرون بعيدا ممن يحبونكم..
لا تتراجعوا فى محبتكم أبدا
ولا تستبدلوها بالغضب وقساوة القلب !!

لا تعرضوا حياتكم لأخطار طريق الجحود ونكران صنيع الله لهذه الحياة الغالية
ستنقلب على الجاحد الأيام ..
وتلسعه أنات من تضرروا بجفائه وإبتعاده وعدم مسامحته ..
بينما يلذ نوم الغافرون..

ما أروع ما تناجى به السماء وربها
حين تدلف إلى فراشك لتنام ..
يارب ..
(لا تقم لهم هذه الخطية)
(أع7)
هذا ما نطقت به شفاه إسطفانوس وهو يرجم فى حفرة الموت !!
........
وهذا داود المطارد من شاول
وقد أتيحت له فرصة الإنتقام ..
حاشا لى من قبل الرب أن أمد يدى إليه
(1صمو24)

أليست هذه القلوب قد إمتلآت من المحبة ففاضت
بمنطوق المسامحة !!
قولا وفعلا !!

أتساءل فى نهاية لقائنا ..
لماذا نقاطع وننطوى ؟؟
ونهرب
فنفقد عشرات الأحباء
كنا سعداء بهم ..
إستضفناهم زمنا بقلوبنا .
وإستضافونا .
.
وكتبوا صفحات فيها ..
وكتبنا نحن أيضا لهم ..
فجأة ..
مزقوا صفحاتنا..
ومحو سطورنا .
ولم نفعل ما فعلوا !!
نحتفظ لهم بما كتبوه يوما ..
وبما عشناه معهم من الذكرى ..

قسو فى قرارهم..
لا أرجو أن ينالهم مر ندم .. أو أحزان قرار خائب ..
...............
أولادى وبناتى
ألا نشفق على قلوبنا ؟؟
ونعيد لها محبيها ..
نحوم حولهم نادمين ..
أو ربما مكابرين ..

إرحموا تلك القلوب
وأعيدوا لها الأحباء ..
ما أعظم المسامحة
وما أعظم محصولها ومردودها ..

هل وصل المعنى ؟؟
إنتهى مقالى ..
ولم ينتهى نداء سيدى ..

كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض..
شفوقين متسامحين ..
كما سامحكم الله أيضا فى المسيح ..
(أف32:4)
دمتم بكل خير
بابا سمير