لقاء الأحد(8) السفر إلى الفردوس !!

لقاء الأحد
السفر إلى الفردوس !!

لم تجد مقرا لرجلها ..فرجعت إليه .. إلى الفلك !!
(تك9:


وإن كانت كالزهرة قطعت من الحديقة الأرضية .. فقد غرستها اليد الإلهية بفردوس الأبدية

خاطر كان يشغلنى ويملأ على تفكيرى..
و رغم قلبى الكسير وعيونى الباكية
وأنا فى موكب وداع أم غالية

ضربها الموت وطوح بها اللودر الهائج فى قسوة سائق أرعن
إلى غيبوبة طالت إلى شهرين
أفاقت منها منذ أيام فى فردوس الأبدية ..


فى عالم الحزن والبكاء ..
والضناء والشقاء ..
ولم تؤثر البقاء طويلا فيه ..


لم تجد فيه لرجلها مقرا !!
ظلت حائمة حائرة تبغى الوصول ..

أدركها حنان يسوع ..
وأسرع إلى ضعفها ..
وأرجعها إليه ..

وسافر بى هذا الخاطر إلى حيث عجزت كل محاولات البشر ..

وأقروا بعجزهم وبعجز آلاتهم وخراطيم الهواء وعجز قياسات النبضات الواهنة الصادرة من القلب العليل
وماعسى أن يقدم الإنسان ويعمل أمام
قدوم الموت وسيره نحو هذا الجسد المنتظر بداية رحلته !!

سافر بى هذا الخاطر إلى مشهدالبكاء الحزين ..
حول جثمان شاب مات وهو وحيد الأم المترملة التعسة !!!

ولكن ..
ماذا تفعل الدموع أكثر من إثارة الأحزان وتكثيف الأشجان ..

أما يسوع ..
فأوقف الموكب السائر إلى القبر ..
ووقف هو سيدا على المشهد ..
وبالقلب الحنون ..
والسلطان على المنون ..
أبطل الموت ..
وأعاد الحياة !!

!

ملأ هذا الخاطر رأسى ..
وقصر مدة السيرالباكى والحزين ..
ولمعت عينى الذابلتين من كثيف الدموع ..
وأشرق وجهى من جديد ..

وأنا أعيد لنفسى كلمات مزمورالنور ..
أيضا إذا سرت فى وادى ظلال الموت ؟؟
لا أخاف شرا ..
..

ومن تلك الكلمات الرائعة .
ومع هذا المشهد تنبهت إلى روعة المعنى الذى تسافر به تلك المعانى إلى أعماق قلوبنا الحزينة لتعزيها وتطمئنها !!!
نعم نحن نجتاز وادى الضيق .. ومع يسوع ..

نجتاز وادى ظلال الموت .حينا
ولكن ..
لا نبقى فيه !!
لا نقيم به أبدا ..
كيف نبقى فى مكان لم يبق هو فيه ؟؟؟؟؟؟؟.
.
ساد هذاالخاطر على مجمل فكرى ..
وملأ قلبى فرح داخلى عظيم ..
رسم على وجهى لوحة جديدة رائعة وأنا أتلقى العزاء المؤقت من البشر .
فى الكلمات العاجزة والتى تعودناها وحفظناها ..

قال يسوع لتلاميذه ..
إذهبا وأخبرا يوحنا المكبل بالأغلال .. ..
طمناه ولا تدعوه حائرا ..
أسرعا إليه برسالتى ..
وبما رأيتما وسمعتما
..
العمى يبصرون ..
والعرج يمشون ..
والبرص يطهرون ..
والصم يسمعون ..
والموتى يقومون ..
والمساكين يبشرون ..
(لو22:7)

نعم ..
أولادى وبناتى الأحباء والأعزاء ..
إن دموعنا غالية جدا جدا عند يسوع..
وأناتنا مسموعة لديه ..
إن ما تحدثه بنا آلام الزمان الحاضر ..لا تقاس أبدا بالمجد العتيد أن يستعلن فينا .,.

وما يمكن لإنسان ما ..
يسير مشاركا فى مشاهد المرض أو الموت ..
إلا أن ينكس الرأس حزنا وهلعا .
وعجزا .


لا يستطع السائرون بالموكب أن
يخففوا من الألأم والحسرة
لأنهم هم أيضا كانوا باكين بكاءا مرا ..

لكن ..
وحده يسوع ..
من يستطيع أن يوقف الدموع ..ويلمس الجسد الميت
فتعود الحياة ..

أحبائى ..
لن يضنينا ..التعب والضيق ونحن فى رحلة سفرنا ببريه هذه الحياة ..
لن يطبق علينا الليل الحالك بظلامه الرهيب فلن نقيم بوادى الموت ..أبدا ..

فلم يقم به يسوع
رغم عبوره ..
فكيف نبقى فيه ؟؟

إبنى وإبنتى ..
يامن أسندتم رؤوسكم إلى أحجار تلك البرية القاسية والقائظة ..
لا تبكون طويلا ..
ولا تخفى سحابات الألم مشهد السلم الرائعة المقامة والمنصوبة بين وسائدنا الحجرية ..
وبين السماء المفتوحة
وملائكة الله يصعدون وينزلون عليها ..
(يو51:1)


ولنذهب فى موكب الحياة فىرحلتنا مطمئنين إلى رفقتنا ..
ففى رقة تذيب الحزن وتلاشيه وترمى به داخل القبر
الذى هو مرقده

وفى حنان يحطم الصخر ..
يلاشى يسوع رهبة الخوف ويطيح بالأوجاع ..!!
فتترنح سريعا وتداسوتهدأ النفس القلقة والمتحيرة ..

فى قساوة وتجبر قد تطاردنا آلام الفكر الحزين .
وقد لا نجد ملاذا ..

ولكن الأقدام الإلهية أيضا تطارده وتجرى وراءه .وتغرقه !!

كم تبدد من سنين أعمارنا!!
ونحن مع الناى الحزين ..
لا يشاركنا أحد
وعلت آهاتنا دخان فضاء لا يسمع ولا يرى ..
ولم ترانا ولم تسمعنا سوى ملائكة السماء الرحيمة ..!!


يا إلهى ..
كم تبقى من حياتى ..
كم تبقى !!
كم تبقى ؟؟؟
ومع إقتراب الوصول فى رحلتى ..

ومع ملامح ظهور الشط القريب ..

كم تبقى من سمعى .. لأسمعك..
وما بقى من بصرى لأراك ..؟؟

هل أنتبه
لما تعرى من جسدى ..فأتدثر بغطاك ..!!


ربى وإلهى الحنون
إن مذاق الأبدية الحلو بطعم حنكى ..
فلا تدع شيطان الألم والأحزان يبدله فى مذاق حلقى .

أنت قيثار حياتى ..
وأنغام وجودى منذ ألقيت من رحم أمى على يديك الحانيتين ..
وحبك نشيدى منذ عرفت شفتاى نطق الكلام ..

فلا تدع الأحزان تلاحقنى
والأوجاع تطاردنى ..
وآلام الفراق تنسينى يوم اللقاء ...


أحبائى ..
هل أشفقتم على هذا الطائر الوديع ..
وهو يحار فى فضاء واسع ..
أين يحط ويستريح !
بعيدا عن المأوى الفسيح !!!


هل نرى شط السلام والأمان
بالإيمان !!
أم تظل نهاية الرحلة سرابا لايرى .!!
ونداءا .. لا يسمع !!
.......

أعيد ما كان البداية
ليكون فى نهاية رحلة لقائنا الغالى ..
.لم تجد مقرا لرجلها ..فرجعت إليه .. إلى الفلك !!
دمتم بسلام ونعمة ..
بابا سمير .

.