صوم يـــــــونان

صوم يــــونان

معني أسم يونان :حمامة – سلام وخير

اسم يونان هو الصيغة السريانية والعربية للأسم العبري –
يوناه ومعناه حمامة ويكتبة الأغريق يوناس.

يعتبرصوم يونان في حكم أصوام المرتبة الأولي فيصام
أنقطاعيا صوما نسكيا الي ساعات متأخرة ولا يأكلون فيه سمك مثاله مثال الصوم الكبير
والأربعاء والجمعة وأسبوع الآلام وبرمون عيدي الميلاد والغطاس المجيدين.

الصوم المعروف بــ" صوم يونان " مدته ثلاثة
أيام وهو يسبق عادة الصوم الكبير بخمسة عشر يوما ،
وتذكرنا الكنيسة بهذه القصة قبل الصوم الأربعين المقدس ، لكي"تجدد توبتنا ونقوم من سقطة الخطية" ونقدم توبة حقيقية.

ويعرف فطر يونان بـــــ"فصح يونان" وهو أصطلاح كنسي فريد لا يستخدم الا بالنسبة لعيد
القيامة المجيد الذي يطلق علية أيضا "عيد الفصح" ، مما يدل علي أن الكنيسة تنظر الي قصة يونان علي أنها رمز لقصة المسيح مخلصنا.


فالفصح كلمة عبرية معناها " العبور" أطلقت في العهد القديم علي عيد الفصح اليهودي تخليدا لعبور الملاك المهلك عن بيوت بني
اسرائيل في أرض مصر (خر 13:12-23)،فنجا بذلك أبكارهم من سيف الملاك الذي ضرب أبكار المصريين.
وتخليدا أيضا لعبور بني اسرائيل البحر الاحمر (خر14،15).

ولقد كان ذاك العبور القديم رمزا الي الحقيقة الأعظم ،
وهي " العبور" بجميع بني آدم من عبودية الجحيم الي حرية مجد أولاد الله في المسيح وقد تم هذا العبور بصلب المسيح وبقيامته المجيدة.

أذن كيف يسمي – فطر- صوم يونان بـــ - فصح يونان – الا
اذا كانت الكنيسة نظرت الي يونان النبي علي أنه رمز الي المسيح له المجد؟؟

لقد قال رب الجنود بفمه الطاهر – أن هذا الجيل شرير ، يطلب آية فلا يعطي الا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوي هكذا
يكون ابن الأنسان لهذا الجيل... وأهل نينوي سيقومون في الدينونة مع هذا الجيل،
لأنهم تابواعندما أنذرهم يونان ،وهوذا أعظم من يونان هنا (لو11:-29-32)

نعم أن المسيح له المجد أعظم من يونان النبي بقدر ما
يعظم – الرب – عن العبد ، والخالق – عن المخلوق وهو كما قال بفمه الطاهر – أعظم من سليمان (لو31:11)
وأعظم من أعظم مواليد النساء يوحنا المعمدان (متي 11:11). وهو الأبرع جمالا من بني البشر (مز2:44).

واذا كان يونان النبي رمزا الي المسيح له المجد ،فما هي
العلاقة ،وما وجه الشبه بين الرمز والمرموز اليه؟

قال رب المجد يسوع : لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوي ، هكذا يكون أبن الأنسان لهذا الجيل (لو30:11) وقال لأنه كما مكث يونان ثلاثة أيام وثلاث ليال في جوف الحوت كذلك يمكث أبن الانسان ثلاثة أيام وثلاث ليال في جوف الارض (متي40:12).

كان يونان النبي آية لأهل نينوي ، لأنه بمناداته وأنذاره لهم بالغضب الألهي علي خطاياهم ، صدقوه وأطاعوه وتابوا عن خطاياهم ، وتابوا الي
الله صائمين ضارعين بصلوات وأبتهالات وبكاء ودموع فرفع الله غضبه عنهم وأوقف قضاءه بهلاكهم ،
فنالوا الخلاص والنجاة ، وعبروا من الموت الي الحياة.

قال الكتاب المقدس فقام يونان وأنطلق الي نينوي بحسب قول الرب.. فأبتدأ يونان يدخل المدينة ونادي وقال بعد أربعين يوما تنقلب نينوي فآمن
أهل نينوي ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الي صغيرهم وبلغ الكلام ملك نينوي فقام عن عرشه وألقي حلته وألتف بمسح وجلس علي الرماد . ونودي وقيل في نينوي عن أمر الملك وعظمائه قائلا :لا تذق الناس ولا الهائم ولا البقر ولا الغنم شيئا لا ترع
ولا تشرب ماء.. وليلتفت الناس والبهائم بمسوح وليصرخوا الي الله بشدة ويتوبوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي بأيديهم لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك. فلمارأي الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله علي
الشر الذي قال أنه يصنعه بهم ولم يصنعه(يونان 3:3-10)

كان يونان النبي آية لأهل نينوي أنه بمناداته صار الهدي وتمت المعجزة ، معجزة العبورمن حال الي حال فقد تبدل الضلال الي رشد ، والعصيان الي طاعة لله وخضوع ، والجحود والكفران الي ايمان وغفران ... فكان يونان لأهل نينوي آية وخلاصا. جاء نذيرا فصار بشيرا .
أو قل كان يونان كما يدل أسمه –حمامة- سلام وخير


وكما تصالح أهل نينوي مع الله بتوبتهم فرحمهم الله ، ورفع غضبه عنهم ، هكذا علي صعيد البشرية كلهاصالحنا المسيح له المجد مع العدل
الألهي بعمل الفداء الذي كفر به عن خطيئة آدم لأنه هو سلامنا الذي جعل الأثنين واحدا ، ونقض حائط السياج المتوسط أي العداوة..صانعا سلاما..مع الله بالصليب ، قاتلا العداوة به..فجاء وبشركم بالسلام أنتم البعدين والقريبين(أفسس14:2-17).

علي أن المشابهة بين يونان والمسيح له المجد أمتدت
الي ما هو أبعد من المناداة.. أمتدت الي المشابهة به في قبرة وخروجة من القبر حيا.

هكذا مع الفارق ، صنع اليهود والرومان بالرب يسوع حكموا
عليه بالموت حسدا وصلبوه فمات بالجسد وهو بلاهوته الحي الذي لايموت ، ودفنوه في
القبر ، فظل جسدة في القبر ثلاثة أيام وثلاث ليال ثم قام في اليوم الثالث من القبر
، والقبر مغلق وخرج حيا لأنه لم يكن ممكنا للقبر أن يضبطه أو للموت أن يمسكه
(أع24:2).

++++++++++++

كل سنة وأنتم طيبين وربنا يجعل أيامكم كلها فرح وسعادة
ويكللها دائما بوجوده في حياتنا
ويطرح خطايانا في بحر النسيان ولا يعود يذكرها كما فعل مع شعب نينوي