رجل وأربع زوجات ( قصة الاجتماع 19 / 3)

من طرف شادى 2010-03-19, 9:32 pm

رجل وأربع زوجات

كان هناك تاجرا غنيا له أربع زوجات...وكان يحب الزوجة الرابعة أكثرهم...فيلبسها أفخر الثياب ويعاملها بمنتهى الرقة ويعتنى بها عناية كبيرة ولا يقدم لها الا الأحسن فى كل شئ.

وكان يحب الزوجة الثالثة جدا وكان فخورا بها ويحب أن يتباهى بها أمام أصدقائه.وكان يحب أن يريها له...ولكنه كان يخشى أن تتركه وتذهب مع رجل أخر.

وكان يحب الزوجة الثانية أيضا...فقد كانت شخصية محترمة دائما وصبورة...وفى الواقع كانت محل ثقة التاجر...وعندما كان يواجه مشاكل كان يلجأ لها دائما وكانت هى تساعده على عبور المشكلة والأوقات العصيبة.

أما الزوجة الأولى فمع أنها كانت شريك شديد الاخلاص له...وكان لها دور فى المحافظة على ثروته...وعلى أعماله...علاوة على اهتمامها بالشئون المنزلية ومع ذلك لم يكن التاجر يحبها كثيرا...ومع أنها كانت تحبه بعمق الا أنه لم يلحظها أو يهتم بها.

وفى أحد الأيام مرض الزوج ولم يمض وقت طويل حتى أدرك أنه سيموت سريعا...فكر التاجر فى حياته المترفة وقال لنفسه:
الأن أنا لى أربع زوجات معى ولكن عند موتى سأكون وحيدا...ووحدتى كم ستكون شديدة..؟؟؟؟!!!!

وهكذا سأل زوجته الرابعة وقال لها:
أنا أحببتك كثيرا منهن جميعا ووهبتك الثياب وغمرتك بعناية فائقة والأن سأموت...فهل تتبعينى وتنقذينى من الوحدة؟
أجابت الزوجة:
كيف أفعل ذلك...مستحيل...غير ممكن ولا فائدة من المحاولة ومشيت بعيدا عنه دون أى كلمة أخرى...قطعت اجابتها قلب التاجر المسكين كما بسكينة حادة

فسأل التاجر الحزين زوجته الثالثة وقال لها:
أنا أحببتك كثيرا جدا طوال حياتى والأن أنا فى طريقى للموت فهل تتبعينى وتحافظى على الشراكة معى؟
هكذا أجابت قائلة الزوجة الثالثة:
لا...الحياة هنا حلوة وسأتزوج أخر بدلا منك عند موتك.
غاص قلب التاجر عند سماعه الاجابة وكاد يجمد من البرودة التى سرت فى أوصاله.

ثم سأل التاجر زوجته الثانية وقال لها:
انما لجأت اليك من أجل المعونة...وانتى أعنتينى وساعدتينى دائما والأن ها أنا أحتاج معونتك مرة أخرى فهل تتبعينى عندما أموت وتحافظين على الشركة معى؟
فأجابته قائلة:
أنا أسفة هذه المرة لن أقدر على أن أساعدك
هكذا كانت اجابة الزوجة الثانية ثم أردفت قائلة:
ان أقصى ما استطيع أن أقدمه لك...هو أن أشيعك حتى القبر....
انقضت عليه اجابتها كالصاعقة حتى انها عصفت به تماما.

وعندئذ جاءه صوت قائلا به:
أنا سأتبعك وسأغادر الأرض معك بغض النظر عن أين ستذهب...سأكون معك الى الأبد
نظر الزوج حوله يبحث عن مصدر الصوت واذا بها..........زوجته الأولى التى كانت قد نحلت تماما كما لو كانت تعانى من المجاعة وسوء التغذية

وقال التاجر وهو ممتلئ بالحزن واللوعة:
كان ينبغى على أن أعتنى بك أفضل مما فعلت حينما كنت أستطيع.

فى الحقيقة كلنا لنا أربع زوجات:

الزوجة الرابعة:
هى أجسادنا التى مهما أصرفنا الوقت والجهد والمال فى الاهتمام بها وجعل منظرها جيدا فانها عند موتنا ستتركنا.

الزوجة الثالثة:
هى ممتلكاتنا وأموالنا ومنازلنا التى عند موتنا نتركها فتذهب للأخرين.

الزوجة الثانية:
هى عائلاتنا وأصدقائنا...مهما كانوا قريبين جدا منا ونحن أحياء فان أقصى ما يستطيعونه هو أن يرافقونا حتى القبر.

الزوجة الأولى:
هى فى الحقيقة حياتنا الروحية وعلاقتنا مع الله التى غالبا ما تهمل ونحن نهتم ونسعى وراء الماديات...والثروة...والأمور الأخرى.

ولكن
لنرى ما هى الحقيقة؟
انها وحدها الوحيدة التى تتبعنا حيثما ذهبنا

ربما فكرة طيبة أن نزرع من أجلها ونقودها الأن...بدلا من أن ننتظر حتى نصبح على فراش الموت ولا نستطيع سوى أن نرثيها ونبكى عليها

فان الحياة قصير جدا

¸.•´†`•.¸ منتـــــــدى الشطبـــــــــى ¸.•´†`•.¸

¸.•´†`•.¸ منتـــــــدى الشطبـــــــــى ¸.•´†`•.¸

رجل وأربع زوجات ( قصة الاجتماع 19 / 3)

رجل وأربع زوجات ( قصة الاجتماع 19 / 3)