رد كل شى لأصله

بسم الأب والأبن والروح القدس أله وأحد أمين

رد كل شى لأصله
[الجملة دى قالها الوالى "حسان بن عتاهية " للبابا خائيل (46)بسبب حدوث فيضان مدمر وأليكم الأحداث:

[فاضت مياه البحر المالح "البحر المتوسط" على البلاد إلى أن وصلت حدود كنيسة سمنودا المسماة صهيون بالجانب الغربى ,عند القلعة القديمة ,وكان هذا الفيضان بسبب قطع الجسر الحاجز لمياه البحر المتوسط فلما عرف الأمير"حسان بن عتاهية " بأن سائر البلاد فى هذه المنطقة غرقت حزن جدا لأنها كانت تأتى له باموال كثيرة من زراعة الزعفران والحشائش العطرية فأشار عليه واحد من المقربين إليه وكان يهودى ان الأقباط فى كتابهم المقدس أيه تقول "لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل" فامر ان يأتى اليه البابا خائيل وعندما حضر البابا خائيل طلب منه ان يرد كل شى لأصلة "رد الفيضان وأعادة الجسر" تاكيد لما جاء فى الكتاب المقدس فأعان الله هذا البطريرك بمعاونة أحد القديسين المعروف بالتفاحي علي هذه التجربة فأقام الصلاة في بيعة سمنود بحضور الملك وخرج البطريرك رافعا الصليب بيده والشعب يقول كيرياليسون والتفاحي خلفه وللوقت ارتفع الماء إلى فوق بمقدار أربعين ذراعا وتراجع قدام الناس إلى البحر والأب البطريرك وخلفه التفاحي والكهنة والشعب والملك وعسكره إلى أن أتوا إلى الدميرتين فنزلوا هناك ونصبت الخيام لذلك وسميت الجزيرة باسمه إلى اليوم ثم ركبوا من هناك والماء يتراجع أمامهم إلى أن أتوا الزعفرانة فنصبوا الخيام للملك بجانب القصر المهدوم الذي تحته جسد القديسة دميانة وبقية الشهداء والماء يتراجع أمامهم ثم وقف البطريرك وصلي وسجد علي الأرض هو ومن معه فحصلت في تلك اللحظة أعجوبة عظيمة وآية أذهلت من رآها وذلك أنه قد هبت رياح شديدة في البحر المالح فارتفعت الأمواج وأخرجت رملا كثيرا أكواما أكواما بقدرة الله سبحانه وصار الرمل جسرا أقوي من الجسر الأول ثم هدأت الرياح كأنها لم تكن ثم عاد البطريرك وعند عودته إلى الملك استقبله وقال له " أيها البطريرك أطلب مني شيئا أعمله لك " فأجابه : " أريد منك يا مولاي أن تساعدنا في إنشاء كنيسة في هذا المكان لان فيه أجساد شهيدات قتلن أيام عبادة الأوثان لعدم سجودهن للأصنام " فأمر الملك أن ينظفوا المكان جيدا وأتي الأب البطريرك وفتح باب الدرج ونزل سرا إلى القبو فوجد أجساد الأربعين شهيدة مرصوصة بجانب السرير الذي كان جسد الشهيدة دميانة عليه . ثم أمر الملك بسرعة بناء كنيسة بقبة واحدة كرسها البطريرك في اليوم الثاني عشر من شهر بشنس وشاع خبرها في كل البلاد فتقاطر الناس إليها بالنذور[/].
[وأمر الملك أن لا يزعج أحد النصارى فكان سلام في تلك الأيام في سائر مصر وبعد ذلك رجع الملك إلى قصره بمصر وكان دائما يطلب زيارة البطريرك فيحضر عنده بكل أكرام ويتحدث معه في أمور المملكة

من كتاب"وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها"

ومن كتاب السنكسار